حرّية الصحافة في تونس : حجب ممنهج للمعلومة واستخدام مجحف للمرسوم 54

سجّلت تونس تراجعا مخيفا في مؤشر حرّية الصحافة وفق التقرير السنوي الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود حيث تدحرجت بنحو 46 مركزا خلال السنتين الأخيرتين، لتحتل بذلك المرتبة 121 من أصل 180 دولة وتدخل رسميا في كوكبة الدول المضيّقة على حرّية الصحافة. تعود هذه الوضعية أساسا إلى السياسة الممنهجة في ضرب حق الحصول على المعلومة وجملة التشريعات الجديدة والقديمة التي تستعملها السلطة التونسية في التضييق على عمل الصحفيين.ـات فضلا عن الوضع الاقتصادي الهش لأغلب المؤسسات الإعلامية.

الاعلام التونسي: عقد من الضياع بين أجندات السياسيين والمستشهرين والبحث عن الاستقلالية!

عشر سنوات مرّت على حلّ وزارة الاتصال وذراعها الدعائية الوكالة التونسية للاتصال الخارجي سيّئة الذكر، ليدخل الاعلام التونسي معتركَ الإصلاح والتعديل. تجربة الإصلاح كانت عسيرة جدّا وجعلت الإعلام يتأرجح بين أجندات السلطة والسياسيين عموما وبين اكراهات المستشهرين ممّن انفتحت شهيّة بعضهم على السلطة والعمل السياسي. فهل نجح الانتقال الإعلامي في تونس أم فشل؟

الحوكمة في مطبخ الرئاسة التونسية: فاتورة لحوم قد تخفي وراءها قطيع محتكرين

لا يبخل رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد في كلّ مناسبة يطلّ فيها على التونسيين.ـات، بشنّ حرب خطابيّة على الاحتكار والمحتكرين الذين يصفهم بالمجرمين. لكنّ نظرة متأنّية وتحليلا موضوعيا لصفقات التزوّد بالأغذية الخاصّة بمطبخ قصر قرطاج سيكشفان التناقض بين الخطاب وبين الممارسة، أو كما يقول المثل التونسي "باب النجّار مخلوع"، وهو ما سنبيّنه في هذا المقال التفسيري.

حقوق النساء في مشروع الرئيس سعيّد: “العدل الاجتماعي” بديلا عن المساواة

أثار الدستور الجديد الذي عُرض على الاستفتاء يوم 25 جويلية/يوليو 2022 مخاوف عديد النسويات والحقوقيات/يين لتضّمنه أحكاما وصفت بأنّها تهدّد مدنية الدولة وقد تمسّ من الحرّيات والحقوق بشكل عام، وحقوق النساء بشكل خاص. فصول عديدة مثيرة للجدل تفتح الباب أمام تأويل قائم على الشريعة الإسلاميّة للقوانين المتعلّقة بحقوق المرأة، وهو ما قد يحول دون تحقيق مزيد من التقدّم في هذا المجال.

بين الأزمة العالمية وهذيان الرواية الرسمية: نُدرة القهوة في تونس تُعكّر صفو نظامها العام

تستورد تونس سنويا حوالي 30 ألف طن من حبوب القهوة بمعدّل 2500 طنا شهريا، وهو ما تستهلكه السوق المحلّية التي باتت تعيش ضغوطا في الأشهر الماضية بسبب الاضطراب الحادّ في نسق توريدها من طرف الديوان التونسي للتجارة. وفي الوقت الذي يرجع فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد أسباب هذا الإضطراب إلى مؤامرة تقودها لوبيات سياسية، تشير معطيات الديوان التونسي للتجارة إلى نقيض ذلك. فماهي الأسباب الحقيقة التي تقف وراء أزمة فقدان القهوة في تونس؟

الحقن المجهري في تونس: الحقّ في الأمومة لمن استطاع إليه سبيلا

مع تنامي تأثيرات التغيرات المناخية وأنماط العيش والغذاء وما تفرزه من تحدّيات بيولوجيّة، تصارع عديد النساء في تونس من أجل حقّهن في الأمومة. لكن على الرغم من الحلول الطبيّة التي توصّلت إليها علوم الصحّة الإنجابية الحديثة ومن بينها الحقن المجهري كوسيلة، فإنّ الأوضاع الماديّة والمعيشيّة ما تزال تمثّل عائقا أمام الكثير من النساء اللواتي يناضلن من أجل دفع الدولة التونسية لتطوير سياستها وكسر شوكة الأفكار الرجعيّة في المجتمع.

الشركة التونسية للكهرباء والغاز: حينما يدفع المواطن فاتورة فشل السياسات الحكوميّة

منذ سنة 2016، لم تهدأ أسعار الكهرباء والغاز في تونس. زيادات وتعديلات ومراجعات في آليات احتساب الاستهلاك ترافقها في الغالب حملات اتصالية وتصريحات للمسؤولين بالشركة والوزارة المعنية ترمي دائما إلى الايهام بأنّ الترفيع في قيمة الفواتير ماليا لا يستهدف سوى شريحة أقليّة من حرفاء المؤسّسة. خطاب رسمي مضلّل يخفي وراءه أوضاعا صعبة تعيشها هذه المنشأة العمومية، في الوقت الذي ما انفكت فيه احتجاجات المواطنين على الزيادات المستعرة تتفاقم يوما بعد يوم .

مرسوم الصلح مع “الفاسدين” في تونس : طعنة جديدة في “جثّة” العدالة الانتقالية المغدورة

قبل 10 سنوات، اقترح أستاذ القانون الدستوري بالجامعة التونسية وقتها قيس سعيّد على رئيس حكومة الترويكا حمادي الجبالي فكرة القيام بصلح جزائي مع رجال الأعمال المتهمين بالفساد. فكرة تاهت حينئذ في زحمة الأحداث والتقلبات السياسيّة لترى النور مؤخرا في شكل مرسوم رئاسي. بيد أنّه طيلة هذا العقد جرت مياه كثيرة من تحت الجسور تمّ خلالها التنكيل بمسار العدالة الانتقالية من قبل حركتي النهضة ونداء تونس قبل أن يعمّق قيس سعيّد جراحها بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية متفردا بجميع الصلاحيات في ظلّ "التدابير الاستثنائية"

تجميد البويضات في تونس: حين تسلب الدولة من النساء حقهنّ في الأمومة

تكابد العديد من الشابات العزباوات التونسيات في صمت، وسط مجتمع محافظ تجاه الحريات الفردية والقضايا النسوية، من أجل تطوير المنظومة التشريعية المتعلقة بالطب الإنجابي قصد تمكينهنّ من حقّ تجميد الأمشاج درءا لخطر فقدان القدرة على الإنجاب نتيجة تآكل مخزون البويضات. هذه المكابدة المسكوت عنها، والتي يمتزج فيها الأمل بالألم، تفتح الباب على مصراعيه لسجالات جمّة تتطلب حسما سياسيا يراعي تطوّر الطبّ وتغيّر الاحتياجات الاجتماعيّة بشكل يتلاءم مع المنظومة الكونية لحقوق الإنسان

المحلّلون في البرامج الرياضيّة: تضارب للمصالح، تنكيل بأخلاقيات الصحافة وهتك ممنهج للأعراض

شهد الإعلام الرياضي في تونس خلال السنوات الأخيرة موجة اكتساح لمن يسموّن بالمحلّلين الذين تاهت معهم الحقيقة الصحفيّة فانتهكت من خلالهم أخلاقيات المهنة حتّى بات تضارب المصالح والفساد المقنّع وجهة نظر. فماذا يمكن أن نعرف عن خفايا وكواليس هذه البرامج الرياضيّة والمعلّقين العاملين فيها؟