في الوقت الذي تعاني فيه تونس من فقر مدقع في الموارد المائية وتصاعد في مؤشرات الأضرار البيئيّة، تبدو مصانع الطماطم المستفيد الأكبر من هذا القطاع الذي يكابد فيه الفلاحون، لاسيما الصغار منهم، مشاكل جمّة تتفاقم يوما بعد يوم بسبب تخلي الدولة عن دورها التعديلي والرقابي الأمر الذي تسبّب في ارتفاع سعر علب الطماطم في السوق المحليّة بنسبة ناهزت 300 بالمائة في ظرف سنوات قليلة دون أن ينعكس ذلك ايجابيّا على جميع أطراف الدورة الانتاجيّة.
بذل وليد البلطي، رجل الأعمال المثير للجدل، والذي يعتبر من مهندسي "25 جويلية"، وأحد مستشاري الظلّ في أروقة قصر قرطاج، الكثير من الجهد ليتقرّب من دوائر القرار في تونس، وحين بلغ الدائرة الضيّقة لأعلى هرم السلطة، كان سقوطه مدوّيا، في ما عرف إعلاميّا بقضيّة "التآمر" أو بقضيّة "الـ25".
من هو وليد البلطي؟ وهل كان سقوطه وانهيار شبكته نتيجة لتآمر داخلي وتخابر خارجيّ كما تمّ التسويق له، أم أنّه نتيجة صراع بين أجنحة السلطة ومعركة كسر عظام داخلية؟
في هذا البورتريه التحقيقي سنروي قصّة الصعود والسقوط المشهديّين لأحد رجال النظام وليد البلطي.