الكاتب : غفران حسايني

باحث جامعي وكاتب متخصص في الدراسات الحضارية وفلسفة التأويل. جامعة منوبة.

هذا الكتاب الذي بين أيدينا في الأصل بحث جامعي أعده الدكتور بوبكر المباركي للحصول على درجة الماجستير في الدراسات المقارنة للأديان والحضارات بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة وصدر في طبعته الأولى عن مجمع الأطرش لنشر وتوزيع الكتاب المختص بتونس سنة 2021، بعنوان صورة القدس بين التوراة والقرآن تحت ظلال النصوص في 245 صفحة متوسطة الحجم، وتأتي أهميّة هذا الكتاب في سياقنا الحضاري الراهن من أهمية موضوع القدس بشكل عام في الشأن الديني والسياسي والهووي باعتباره قضيّة مركزية في الصراع العربي/ الصهيوني على فلسطين وعلى الأرض المقدسة في بعدها الديني الإسلامي /اليهودي على وجه التحديد.

فالنصوص الدينيّة في الزمن الحاضر ما تزال تؤدّي دورها بفاعلية كبيرة في تشكيل الذهنيّات لدى أتباعها مع القدرة على إرباك التفكير لدى الخصوم وصناعة الواقع على الأرض وفي جبهات أخرى متعددة على المستوى الثقافي والديبلوماسي والإعلامي، وتحضر القدس على المستوى الدولي مع عملية الحشد والمناصرة من أجل تثبيت الحق الديني الإسلامي أو اليهودي على المدينة. فهذا الكتاب يتصف بالخطورة من جهة أنه يجوس خلال النصوص التأسيسيّة في الإسلام واليهودية ويسبر أغوارها في واحد من أكثر المواضيع جدلا ثقافيا وسياسيا أتبعه صراع دموي بين أتباع الديانتين على القدس.

الكاتب : غفران حسايني

باحث جامعي وكاتب متخصص في الدراسات الحضارية وفلسفة التأويل. جامعة منوبة.

هذا الكتاب الذي بين أيدينا في الأصل بحث جامعي أعده الدكتور بوبكر المباركي للحصول على درجة الماجستير في الدراسات المقارنة للأديان والحضارات بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة وصدر في طبعته الأولى عن مجمع الأطرش لنشر وتوزيع الكتاب المختص بتونس سنة 2021، بعنوان صورة القدس بين التوراة والقرآن تحت ظلال النصوص في 245 صفحة متوسطة الحجم، وتأتي أهميّة هذا الكتاب في سياقنا الحضاري الراهن من أهمية موضوع القدس بشكل عام في الشأن الديني والسياسي والهووي باعتباره قضيّة مركزية في الصراع العربي/ الصهيوني على فلسطين وعلى الأرض المقدسة في بعدها الديني الإسلامي /اليهودي على وجه التحديد.

فالنصوص الدينيّة في الزمن الحاضر ما تزال تؤدّي دورها بفاعلية كبيرة في تشكيل الذهنيّات لدى أتباعها مع القدرة على إرباك التفكير لدى الخصوم وصناعة الواقع على الأرض وفي جبهات أخرى متعددة على المستوى الثقافي والديبلوماسي والإعلامي، وتحضر القدس على المستوى الدولي مع عملية الحشد والمناصرة من أجل تثبيت الحق الديني الإسلامي أو اليهودي على المدينة. فهذا الكتاب يتصف بالخطورة من جهة أنه يجوس خلال النصوص التأسيسيّة في الإسلام واليهودية ويسبر أغوارها في واحد من أكثر المواضيع جدلا ثقافيا وسياسيا أتبعه صراع دموي بين أتباع الديانتين على القدس.

قداسة القدس في الأديان السماوية

تشد كل الأديان بطبعها أتباعها إلى الأماكن المقدسة بشكل عام، سواء كانت مدينة أو جبلا أو واديا أو نهرا ولا يعود هذا إلى سطوة الخطاب والمخزون الرمزي الذي أنشأه الدين فحسب، بل أيضا إلى ما ينتجه العقل الجمعي المتخيل عن رموزه وفضاءاته المقدسة (ص 10)، وتحتشد حول القدس كل أصناف الخطاب الديني والمخزون الرمزي وأيضا المتخيل الجمعي في شد الأتباع إلى المدينة سواء كانت السردية حول القدس يهودية أو مسيحية او إسلامية في تداخلها وتشابهها أو تعارضها واختلافها. ويختار الدكتور بوبكر المباركي أن ينطلق من فكرة جوهرية في علاقة الإسلام بالتراث اليهودي بشكل عام وبمدينة القدس بشكل خاص، وهي أن الإسلام الناشئ أكد في أكثر من موضع أنه يعتبر امتداد للنصوص التوراتية معترفا بنبوات بني إسرائيل ضمن الميراث التوحيدي الإبراهيمي، ثم استحال التوافق بين ورثة دعوة إبراهيم من مسلمين ويهود إلى اختلاف حاد، وقد فك الإسلام الارتباط جزئيا بالموروث التوراتي مع تغيير قبلة الصلاة من بيت المقدس إلى مكّة بعد سنتين فقط من الهجرة.

ويرى الكاتب أن تغيير قبلة الصلاة في الإسلام الأول لم يكن مجرد حدث عادي، بل كانت بعد استكمال النبي محمد (ص) استعادة التراث الإبراهيمي برمته ليلة الإسراء، وقد أعاد الرحلة الإبراهيمية الأرضية من البيت الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في الأرض المباركة بالقدس، لتتعدد بعدها الرموز والمواقع المقدّسة التي أحاطها النص بكثير من الإجلال والرهبة والرمزية العقائدية المكثفة ص( 9)، ويراهن الدكتور المباركي على دراسة ظاهرة المكان وعلاقته بالنص المقدس تناولا علميا هادئا وصارما في آن واحد، بما يتطلّب الاشتغال على المقدمات الضرورية لخلخلة الطبقات السميكة والترسبات العميقة التي قد تمنع من ضبط المقدس وإخضاعه للصرامة البحثية. فيحصر موضوعه في صورة المكان وعلاقتها المباشرة بالنصوص الدينيّة التأسيسية التوراتية والقرآنية من خلال الأسفار الخمسة من العهد القديم في اليهودية والقرآن الكريم في الإسلام.

يعقد الكاتب العزم على التعامل المباشر مع الينابيع التي تتوفر على درجة عالية من الصفاء والوضوح بعيدا عما يسميه تشويش الهوامش والحواشي على المتون (ص ص 10 /11)، فالتجربة اليهودية الأولى على سبيل المثال لم تكن تتطلب أرضا مقدسة وهيكلا حسب ما ورد في سفر التكوين وكلام إبراهيم عندما خاطب النبي لوطا قائلا:” لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رُعاتي ورُعاتك لأننا نحن إخوان، أليست كل الأرض أمامك (سفر التكوين/9)، بالإضافة إلى أن تجربة الإسلام الأول لم يكن يعنيها تحديد قبلة مختلفة عن التقليد اليهودي/المسيحي، وقد بشر النبي أن كل الأرض جعلت له طهورا ومسجدا. وقد ورد في القرآن :” وأينما تولوا فثم وجه الله”. (البقرة، آية 115)

وتبرز أهمية النص الديني باعتباره مصدر أيقونات ثابتة بما يتمتع به من قوة إقناعية إيحائية تتجاوز قوة أي خطاب آخر بفعل ما تسبغه اعتقادات المؤمنين من خاصيات سحريّة أو شبه سحرية على هذه الأيقونات، ويعتمد بوكر المباركي في ضبطه للمفاهيم على جملة من التعريفات للمكان المقدس اللغوية والفلسفية والأنتروبولوجية، ليخلص إلى جملة من الاستنتاجات أبرزها أن التقديس يفيد التطهير والتبريك وتقدّس أي تطهّر والبيت المقدس أي البيت المطهر وهو المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب، وفي المقاربة الدينية اليهودية/ المسيحية فإن مصطلح مقدّس وطاهر لا يبدوان مختلفان، لأن عالم القداسة يتوسط عالم الإنسان والألوهة مثلما ورد في قاموس المطلحات الكتابية ( ص 24-27)

القدس في اليهودية

تتعدد الإشارات إلى أهمية القدس، مدينة أورشليم في النصوص اليهودية “التوراة” والإسلامية” القرآن”، حيث تعود قداسة مدينة أورشليم لدى اليهود إلى ارتباطها الديني والسياسي بمملكة داود وبهيكل سليمان عليهما السلام:” فقد جعل داود القدس عاصمة لمملكته ثم نقل تابوت العهد القديم لبناء هيكل مقدس شيده ابنه سليمان حوالي 950 ق .م لحفظ تابوت العهد القديم وتقديسه في المكان الذي صدر فيه هذا العهد ( ص 37) وبالنسبة إلى المسلمين فإن هذه المدينة تحتضن الجغرافيا المقدسة للديانتين اليهودية والمسيحية وتظهر التبجيل لكل ما يذكر بأنبيائهما وما تركوا على أرضا الجليلة ويصبح الوحي الذي أنزل على محمد متمما لرسالة من سبقه من الأنبياء ( ص37)

خصص الدكتور بوبكر المباركي الباب الأول من الكتاب للبحث عن القدس في النص التوراتي من خلال الأسفار الخمسة، حيث يقوم النص التوراتي بالتمييز في التعبير عن الثالوث المقدس في العقيدة اليهودية وهي الإله “ياهو” والشعب ” اليهود” والأرض ” ايرتس يسرائيل”، والتي يعود فيها الارتباط إلى مسألة اختيار واصطفاء ” فالإله يحلّ في الأرض لتصبح أرضا مقدسة ومركزا للكون ويحل في الشعب ليصبح شعبا مختارا ومقدّسا وأزليّا، ومن هنا يشار إلى الشعب اليهودي بأنه ” عم قادوش” أي الشعب المقدّس.

ولا يجد الدارسون لتاريخ الأفكار والأديان عناء كبيرا في ملاحظة أسباب نشأة فكرة ” لاهوت الأرض المقدسة” وتطورها استجابة لتضخّم الحديث عن الأرض في النصوص الدينيّة اليهوديّة عامّة والتوراة خاصة، وهو ما جعل الكاتب بوبكر المباركي يعيد طرح أسئلة كثيرة منها: ماهي اليهودية؟ وماهي التوراة ؟ ومالذي تمثله في الفهم الديني اليهودي؟ وما علاقة القدس بالنبوة والهوية والعبادات اليهودية؟ وكيف السبيل إلى مقارنة الحقيقة الدينية اليهودية بالحقيقة التاريخية؟

يخلص الكاتب في بحثه إلى جملة من الفرضيات التاريخية حول مصطلح اليهودية الذي ظهر أثناء العصر الهيليني للإشارة إلى ممارسات اليهود وتمييزها عن عبادة جيرانهم، وقد استخدمه المؤرخ اليهودي يويفوس فلافيوس( عاش في القرن الأول) ليشير إلى العقيدة التي يتّبعها أولائك الذين يعيشيون في مقاطعة يهوذا مقابل الهيلينية أي عقيدة هيلاس HELLAS ، ثم أصبحت كلمة “يهودية” و”توراة” كلمتين مترادفتين تؤكد الكلمة الأولى على الجانب البشري بينما تؤكد كلمة توراة على الجانب الإلهي وتعني في اللغة العبرية: التوجيه والتعليم والشريعة والقانون وتطلق على الأسفار الخمسة الأولى التي تنسب إلى النبي موسى وتم تناقلها شفويا من جيل إلى جيل إلى أن وقع تجميعها وتدوينها واتخذت شكلا كتابيا نهائيا في فترة متأخرة( ص 41-44)

الشعب اليهودي في قلب العالم

مثل النص التوراتي عبر تاريخه الشفوي أو المكتوب مادة مهمة في التأسيس لديانة وثقافة وتاريخ يهودي بين أمم ضاربة في القدم مقترنة بشعب مجهري ومؤثر في آن واحد، إذ جعلت التوراة فكرة القداسة مسألة لا تهم الشعب الذي عقد عهدا مع الإله فقط وإنما تهم شعوب الأرض جميعا، لذلك فإن العالم ينقسم عند اليهود بالضرورة إلى قسمين ” اليهود المقدّسون الذين يعيشون داخل دائرة القداسة والأغيار الذين يعيشون داخل التاريخ فقط وخارج دائرة القداسة والأرض، ومن خلال استقراء الأدبيات الدينية فإن العلاقة الثلاثية المقدسة بين الإله والشعب والأرض، ذلك أن الإله قد اختار الشعب لأنهم اختاروه.. وهو يوحي إلى الشعب بما يريد أن يسمع، وهذه القداسة ستطغى على مظاهر كثيرة من الحياة اليومية وكذلك أشغال الأفعال والمعاملات والتصورات، ويذهب بعض دارسي النص العبري إلى أن القداسة بين الشعب اليهودي والإله تأخذ وضع الهرم حينا ووضع الهرم المقلوب حينا آخر، فالقداسة الإلهية تصبح من قداسة الشعب نفسه وليس العكس.

فالرسالة التي عرضت على شعوب الأرض قاطبة رفضت حملها وحملها الشعب اليهودي وحده، ليتحول بهذه المسؤولية إلى مملكة من الكهنة والقديسين أو إلى أمة مقدسة تحمل سرا من الأسرار الربانية، فالإله “يهوه” هو القائد الرباني الذي قاد شعب إسرائيل من مصر ليقيم مملكة في فلسطين، فسميت أرض الرب وهي الأرض التي يرعاها الإله وسكنها، فتفوقت في قدسيتها على أي أرض أخرى لارتباطها بالشعب المختار، لأن تعاليم التوراة لا يمكن أن تنفذ كاملة إلا في هذه الأرض المقدسة، التي أصبحت بدورها في النسق الديني اليهودي “أرض الميعاد” التي وعد بها الإله إبراهيم وعاهده أن تكون لنسله، فهي مركز الدنيا وتقع في وسط العالم تماما كما يقف اليهود وسط الأغيار ويشكل تاريخهم المقدس حجر الزاوية في تاريخ العالم وتشكل أعمالهم حجر الزاوية لخلاص العالم ( ص 46/47).

إن مركزة الشعب اليهودي في قلب العالم دينيا وتاريخيا وقدسيا وجغرافيا في قراءته للكتاب المقدّس، يجترح من خلالها الدكتور بوبكر المباركي البحث في تاريخية العلاقة بين ثالوث الألوهة والنبوة والأرض، ويرجع بالبحث إلى أثر الأدبيات الشرقية القديمة في بناء الذهنية اليهودية، فمثلما اعتقد المصريون والسومريون القدامى أن لهم علاقة مميزة بالإله تضعهم في موضع مركز الكون ومحور الأرض المقدسة فتصوروا مصر وسومر على شكل تلة أو قبة أو صخرة ناتئة تحتل موقع الوسط في سرة الأرض، تحولت القدس أيضا إلى سرة الأرض عند العبريين مثلما كان الأمر عند الفرس وتحدثهم في ملاحمهم القديمة عن فكر الآلهة التي تنزل من عليائها لتساند شعبها وأبطالها المفضلين تماما مثلما فعل يهوه في التوارة ( ص50)

الإله يهوه الرب الخاص للشعب المقدس

إن الاله يهوه مثلما يقدمه النص التوراتي هو رب خاص بالجماعة أو بالشعب اليهودي الذي يبدو أنه حل في الشعب فأصبح مقدسا، ويرجع الكاتب بوبكر المباركي إلى تفسير الباحثة كارين آرمسترونغ لظاهرة الاتحاد بين الإنسان وعالم الألوهة في الأديان القديمة عامة ومنها اليهودية حيث ساد الاعتقاد بأن الآلوهة والبشر والحيوان والطبيعة مرتبطون بنحو لا انفكاك فيه وهو ما يوحي باتحاد الإنسان وتماهيه مع الله، والمعاهدة بين يهوه وشعبه تقوم على واجب الولاء من قبل الشعب، مقابل تعهد الإله بالرعاية والحماية، فكانوا شعبا مختارا لهم الحق في سرة الأرض ومركز الكون وهي القدس.

في المقابل يؤكد الدكتور بوبكر المباركي أن التوراة تعطينا الكثير من الأمثلة على عدم إخلاص بني إسرائيل لإله واحد وأن عبادة “يهوه” لم يرتفع شأنها إلا في وقت متأخر، فقد عبد اليهود مجموعة آلهة تذكرها التوراة مثل ” إلوهيم” ورئيس مجمع الآلهة ” آيل” وعبدوا ربات الخصب الرافدية والكنعانية مثل عشتروت وعشتار وعناة وبعل وورد في سفر الملوك الأول ما يفيد أن سليمان بنى مرتفعة لكموس رجس المؤابيين على الجبل تجاه أورشليم ولملوك رجس بني عمون ( ص 50/52)، لينتقل الكاتب للبحث في العلاقة بين أنبياء التوراة والأرض المقدسة، فالنبوة تعكس الاعتقاد بارتباطها بجماعة إسرائيل وهو ما يوحي بأن القداسة تورّث وتظلّ رسالة الأنبياء، رسالة خاصة من إله قومي إلى شعب مختار يرتبط بعهد خاص ( ص 54).

وبعد عرض سير أنبياء بني إسرائيل في التوراة من إبراهيم ولوطا وإسحاق وموسى وداود الذين لا يقدمهم التوراة كأنبياء أسوياء بل كقطاع طريق وزناة متصفين بالغضب والحيلة يقدم النص التوراتي شخصية سليمان على أنها أهم شخصية تتصف بالحكمة والجاذبية وهي صفات أثرت على صورة مملكته وموقعها السياسي والاستراتيجي في المنطقة كما ورد وصفها في سفر الملوك الأول، ورغم أن مملكة سليمان انتهت بانقسام عميق بعد أربعين سنة من حكم قوي ومتماسك، ليفسر التوراة كل ما واجه ملوك إسرائيل بعدها على أنه عقاب من الإله يهوه ، لأن القبائل عبدت آلهة شعوب أخرى في المنطقة (ص 52ـ 64).

العبادة اليهودية والمكان المقدس

يجترح الدكتور بوبكر المباكي من هذا الاستقراء التاريخي والديني فصلا للعبادة اليهودية وعلاقتها بالمكان المقدّس، إذ يبدو العبرانيين لفترة من الزمان انغمسوا في العبادة القربانيّة أيّام التهجير البابلي حيث كانت تقام الشعائر صباحا مساء على يد الكهنة مثل ديانات الشرق الأدنى القديم، وقد كان العبرانيون يقدّمون القرابين في أي مكان ثم أصبح ذلك مقتصرا على الهيكل بقواعد صارمة لتتعمق الصلة بالمعبد، مع ارتباطها بالصلوات اليومية والشعائر الحرفية الشكلية دون الاهتمام بالروح والمعنى ( ص 66- 69)

ويؤكد الكاتب وفق ما تقدّم أن الغاية المنشودة من بناء الهيكل/المعبد هي الاحتفاء بالآلهة، وقد ورد تعريف الهيكل ومهمّته في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية بأنه “مركز العبادة القربانية وأن من أسمائه (بيت يهوه) لأنه أساسا يمثّل مسكن الإله ومركز العبادة الذي لم يحلّ محله أي مبنى مركزي آخر بعد هدمه عام 70 للميلاد، فالنصوص التوراتيّة تتحدث بإسهاب كبير عن خصائص الهيكل ومكوناته كالمساحات والأحواض لحرق الذبائح والقاعات والحرم المقدس والمواد المستعملة في البناء والحيطان المطعمة بالذهب والمنقوشة بالنخيل والأزهار والملائكة ( ص 59 -73).

ويبدو من خلال النصوص التوراتية والأدبيات الدينيّة اليهودية أن أهمية الهيكل مستمدة لا فقط من الأرض التي أقيم عليها وإنما من الدوافع والشخصيات المهمة التي أنشئ لجلها مثل داود وسليمان وأنه عندما استولى داود على المدينة حوالي 1000 قبل الميلاد لم يجد اسما خاصا يطلقه عليها فسمّاها مدينة داود، بالإضافة إلى أن اسم المدينة يلحق أحيانا باسم مستوحى من الفضاء المقدس أو نسبة إلى ساكنيها مثل لفظ” شاليم ومدينة الإله ومدينة العدل ومدينة السلام ومدينة الحق والمدينة المقدسة ومدينة الشعب المقدّس و( آرائيل) أي أسد الإله”، وترد في التوراة مظاهر للاحتفاء بالهيكل ووصفا مفصلا لأعمال البناء والظروف الحافة بإقامة بيت الرب ومرحلة الإعداد له في كثير من مواضع سفر الملوك.

ثم إنه منذ تدمير الهيكل عام 70 للميلاد في أورشليم صار تحوّل كبير في اليهودية التي أصبحت دين شتات يقوم على بنى مجتمعيّة تعبّر عن قيم التكافل الطائفي للجماعات اليهوديّة والطاعة الفرديّة للشريعة، فاليهودية في صبغتها التي تعود إلى القرن الأول الميلادي هي دين من دين كهنوت رسمي يقود الطقوس المركزية ومن دون قرابين ومن دون هيكل، أما الكنيس أو (المجمع) فلا يقوم بوظيفة الهيكل وإنما من حيث الأساس مكان لتلاوة الصلوات وقارءة النصوص المقدسة، لذلك يرى بوبكر المباركي أن أورشليم ومعبدها هيمنا إلى حد واسع لا على الدين فقط وإنما على الحياة السياسية والاقتصادية، ويلخص هذه المركزية في كلمة واحدة تفيد بأن أورشليم تعني الهيكل وأنها مدينة مقدسة باعتبار أن الهيكل كان مقدسا، وأن القدس مدينة مهمّة ليس فقط لأنها عاصمة لأرض اليهود بل لأنّ الإله اليهودي اختار الإقامة فيه ( ص 71- 76).

من خلال هذا الاستقراء التاريخي والديني والأنتروبولوجي لعلاقة الفكر اليهودي بالمكان المقدّس يشتغل الباحث بوبكر المباركي على تشكل الهوية اليهودية في علاقتها بالمكان ، ويشير إلى أنّ أكثر الفئات التي واجهت مشكلة الهوية في وقت سابق يحدة كبيرة هي فئة اليهود بحكم أن تاريخ جماعاتهم هو تاريخ هجرات دائمة في سياق حضاري وثقافي متعدد، انطلاقا من البابلي إلى آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وهو ما عزّز في ارتباط هذه الجماعة البشرية بالتاريخ والمواقع الجغرافية وبأصولها الإثنية وثقافتها وعاداتها.

إن الجماعات لم تتعلّق ببعد واحد من أبعاد وجودها التاريخي وإنما بمجموع أبعاد وامتدادات مادية وروحية، ساهمت جميعها في تشكيل معالم القدس في اليهودية وأصبح معها موضوع أرض إسرائيل لاحقا لاهوت الأرض المقدسة وقد دخلت فيه عناصر أخرى في دائرة التقديس مثل حائط المبكى الذي لم يكن إلى حدود القرن السادس عشر للميلاد له ارتباط ديني بموقع الهيكل إلا أنه أضحى محل قداسة عند اليهود ابتداء ب 1520م في أعقاب الفتح العثماني.(ص 78-103).

صورة القدس في القرآن

وينتقل الكاتب إلى الباب الثاني من الكتاب وهو صورة القدس في النص القرآني من منطلق أن نظرة الإسلام للمقدس عامة تتأسس على تجربة الوحي النبوي التي بدأت في غار حراء في مكّة ثمن انتقلت إلى المدينة بعد الهجرة وبلغت ذروتها في حدث الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في رحلة ليلية خارقة تتجاوز حدود المـألوف إلى القبلة الإبراهيمية الأولى ببيت المقدس، وهو حدث حاسم ومهم ساهم في تكوين رؤية جديدة وموقف من الجغرافية المقدسة العتيقة التي تمثل القدس رمزا لتلك الديانات والعبادات السابقة.

ورغم تحول الإسلام الناشئ عن القبلة الأولى في بيت المقدس إلى وجهة البيت الإبراهيمي العتيق في مكة، فإنه حافظ في منظومته الجديدة على القدس بأن جعلها ثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة وفق مجال جغرافي مقدس متفرد لا يقطع مع ما سبقه من الوحي. ويؤكد بوبكر المباركي أن الإسلام قد أظهر انفتاحا على الديانات السابقة باعتبارها جزءا من تاريخ الوحي وزاد في ربط الصلة الراسخة بالفضاء المقدس الواقع في أرض الشام التي تسمى بيت المقدس ليقدم الإسلام نفسه كدين ناشئ في تواصل مباشر مع ما سبقه من ميراث التجربة النبوية الإبراهيمية، وعلى الرغم من أن كلمة القدس لم ترد بصريح العبارة في القرآن إلا أنه كان معروفا لدى النبي محمد (ص) والرأي العام الإسلامي السائد أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن يشير إلى القدس، بالإضافة إلى عديد المواضع في الآيات القرآنية التي أشارت في تأويلات المفسرين القدامى إلى أنها تعني بيت المقدس ( ص 109-113)

إن نزول النص القرآني بمكة في طور أول وبالمدينة ثانيا لم يمنع من إنشداد المخيال الإسلامي إلى القبلة الأولى التي بالشام وتحديدا مدينة إلياء التي اعتبرها المسلمون أرض الأنبياء التقليدية التي يعتبر الإسلام امتدادا لها، وجرى تفسير عدد من الآيات القرآنية على أنها تشير إلى بيت المقدس بما يعني التبجيل والإجلال، وما تغيير قبلة المسلمين من القدس إلى مكة إلاّ علامة على عودة المسلمين إلى عقيدة إبراهيم الأصلية قبل انقسامها نتيجة تشرذم اليهود والمسيحيين إلى طائفتين متناحريتين ومثل ذلك استعادة وحدة مفتقدة يمثلها البيت الحرام الذي أعاد بناءه إبراهيم المسلم الحق وقد وصفه القرآن بأنه كان مستقلا عن الديانتين السابقيتين وأنه كان حنيفا مسلما حسب تأويل الباحثة كارين آرمسترونغ. ( صفحة 117).

القدس في المخيال الإسلامي

لقد تكونت في الأدبيات الإسلامية مادة غزيرة تمجد القدس وتعمق ارتباطها بالمعتقد وبالمخيال الرمزي للمسلمين منذ اللحظة الأولى للدعوة المحمدية وإقامة الصلوات في اتجاه المسجد الأقصى باعتباره قبلة تقليدية للأديان السابقة، ويدرس الكاتب قضية الإسراء والمعراج ضمن مقاربة تأويلية تعزز من موقع القدس في العقيدة الإسلامية. فحدث الإسراء كان تجسيدا لسرعة إدماج عجيبة للنبي في هذا المكان المرتبط بالديانتين اليهودية والمسيحية، لتكشف الرحلة عن الامتداد في الجغرافيا الروحيّة العتيق وإعادة تأسيسها وفق المنظومة الجديدة في الإسلام، فالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على أهميته ورمزيته وجلاله مثّل نصف الرحلة المقدسة وإعدادا للمعراج ليكون النبي بين يدي الرب فيضفي عليه كل ذلك الشرعية اللازمة في كونه خاتم الأنبياء والمرسلين والوارث الشرعي لميراث النبوات السابقة ( ص 118-125).

يعمّق الكاتب تشريح العلاقة الوجدانية بين القدس والضمير الديني الإسلامي في الأحاديث النبوية وفضل بيت المقدس وفي سير الصحابة مثل بكاء عبادة بن الصامت ( تـ34-654م) عندما استند إلى سور بيت المقدس بعد الفتح العمري فسأله الناس ” ما يبكيك يا أبا الوليد؟ قال هنا أخبرني النبي ( ص ) أنه رأى جهنم ، وهو السور المذكور في القرآن بأن باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، وأن تفسير الآية ” واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب” ( ق الآية 41)، أن المقصود بالمنادي هو إسرافيل الذي سينادي من بيت المقدس، وهو المكان القريب المقصود في نص الآية. ( ص 125-128).

يرى الكاتب أن المخيال الإسلامي يرفع بيت المقدس إلى ما فوق كونها مركز العالم وقبلته الأولى ويجعلها في عنان السماء قريبة من العرش في سعي لتأكيد رفعتها الروحية فهو موضع المعراج الّي اخترق به النبي الكون إلى سدرة المنتهى، وقد تعمق حضور القدس في الوجدان الإسلامي مع أبعادها الجغرافية والتاريخية وعلاقتها بالهوية العربية وتاريخ القدس الذي يرجع لخمسة آلاف سنة، حيث يؤكّد المؤرخون بمن فيهم الإسرائليون أن العرب الكنعانيين كانوا من سكّان مدن فلسطين بما فيها القدس قرونا قبل ميلاد المسيح، ليكون للوجود التاريخي العربي في القدس وثيق العلاقة باللغة والهوية وجغرافية المكان في النص المقدس العربي الإسلامي بما يمثل أحد أشكال وضع اليد في الأدبيات القانونية على المكان وما يترتب عنها من شرعية تاريخية وحقوق إثنية منذ عصر الكعنايين ثم الفترة اليبوسية التي أطلق فيها اليبوسيون إسم يبوس على مدينة القدس ( ص 130- 139).

تعمقت مكانة القدس في الوجدان الإسلامي بعد فتحها في عهد عمر بن الخطاب تصديقا لوعد نبوي بالفتح ليكتسب الانتصار الإسلامي على بيزنطة شكلا رمزيا يومئ إلى أسباب علوية وإرادة الله بنصر دينه الحق، وهو ما زاد في مكانة القدس في قلب الوعي الإسلامي، فقد كانت للنبي رغبة أكيدة في فتحها، وكان للعرب المسلمين تطلع نحو تنفيذ رغبته وتنفيّ وعد ربّهم. وقد ربط المؤرخون المسلمون فتح القدس بحكاية قدوم عمر بن الخطاب وتسلمه مفاتيح المدينة المقدّسة وقد أعطى البطريرك عهدا سمى فيما بعد ” العهدة العمرية” واعتذر عمر بن الخطاب لبطريرك القدس صفرونيوس عن قبول طلبه بحرمان اليهود من دخول المدينة لتتميز الحياة الدينية بعدها في ظل الإسلام بالاعتراف بديانات أهل الكتاب، وقد بدأ المسلمون في تشيد معالمهم كالمسجد الأقصى وقبة الصخرة بطريقة لا مثيل لها في التاريخ الإسلامي مع بناء الأسوار والبوابات ودار الإمارة بجوار الحرم. (ص 139-143).

القدس والجغرافيا الموحدة للجزيرة العربية

ويعتبر الكاتب بوبكر المباركي أن فتح المسلمين للمدينة كان نتيجة طبيعية لتعلقهم بالجغرافيا الموحدة للجزيرة العربية، حتى أن الفاتحين توجهوا إلى المناطق القريبة من الساحل والمناطق الجبلية التي تقيم فيها القبائل العربية قبل الفتح التي كان فلاحوا تلك المناطق يتكلمون لهجات آرامية وأخرى عربية، بما يعني أن الفاتحين الجدد من جزيرة العرب المسلمين لم يكونوا من الغرباء عن المكان وساكنيه القدامى وهو ما سهل اشتراكهم في حرمهم المقدس فتقاسموا معهم المخيمات لأن الرابط بينهم كان قرابة دموية بالأساس.

فدخول الفاتحين إلى المخيمات كان ولوجا إلى الفضاء الداخلي للمكان وساكنيه أو بالأحرى إلى “الحرم” الذي يكون عادة ممنوعا عن كل أجنبي، ليعمق الكاتب بعد هذه الإشارة البحث في المعالم الإسلامية للمدينة وأولها قبة الصخرة التي عرج منها النبي (ص) إلى سدرة المنتهى فأنشؤوا مسجد الصخرة التي تعد بناء غريبا ورائعا يشكل ذروة العبقرية في الابداع المعماري الإسلامي، لتصير لقصة المعراج إيحاءات رمزية حين ارتفعت القبة في العهد الأموي في المكان المبارك لتضفي معاني قدسية هائلة لأرض المسجد الأقصى يتجاوز حدود الصخرة وما حولها.

ثم يأتي المسجد الأقصى المبارك ملازما لذكر قبة الصخرة المشرفة في الأدبيات الإسلامية ويعود اسمه إلى الآية الأولى من سورة الإسراء” سبحان الدي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى”، وهو المكان الذي أمر عمر بن الخطاب ببناء أول مسجد للقدس فيه ولم يبق منه ما يذكر به من معالم إلا بعض العناصر، وقد عرف مراحل بناء مختلفة أولها على الطراز الأموي أتبعتها الترميمات في عهد الدولة العباسية ثم في العهد الفاطمي وتحسينات السلطان صلاح الدين الأيوبي، ويذهب أكثر الدارسين إلى اعتبار الأقصى أرقى إنجاز حضاري إسلامي يعبّر عن امتزاج قوة المخيلة الدينية والذائقة الجمالية والمعمارية لما أحاطه النص المقدس والروايات المنسوبة للصحابة والتابعين والأدب الفضائلي والصوفي من صور التبجيل والتقديس للقدس. ( ص 143-157).

القدس بين التوراة والقرآن

يخصص الكاتب بوبكر المباركي الباب الثالث والأخير من كتابه لمقارنة التصور الديني اليهودي والإسلامي للقدس للوقوف على وضع المقدس وصورته المشار إليها توراتيا وقرآنيا، لفهم نقاط التوافق والتنافر بين النصوص المقدسة و نظرا للعلاقة الجدلية والجدالية بينهما حول القدس، ويبدأ بالمقارنة النصية للأرض الموعودة في التوارة والقرآن لينتهي إلى القول بوجود تمايزات كثيرة في تتبع معاني الوعد وصيغته بين الكتابين، إذ القرآن لم يصرح في آياته أن الله قد قطع وعدا لإبراهيم بأن يملّكه ونسله من بعده أرضا معينة بعكس التوراة التي ترى أن تلك الأرض الموعودة في كنعان.

وتتخلص المقارنة بين ما ورد في القرآن والتوراة في حدث خروج بني إسرائيل وموسى من مصر إلى اتفاق بين الروايتين التوراتية والقرآنية مع اختلاف في ملامح النبي موسى الذي تظهره التوارة قائدا عسكريا للشعب اليهودي في حين يمنحه القرآن دورا حاسما في إرساء ديانة التوحيد في عصر فرعون، لينتقل هذا الاختلاف إلى صور الأنبياء المؤسسين وهم إبراهيم وموسى وداود وملامح شخصياتهم وسيرهم بين التوراة والقرآن التي تبدو مختلفة ومتباينة، إذ ظلت التوراة ترى إبراهيم أول الموحدين إلا أن ديانته ظلت محل تجاذب، في حين يحسم القرآن ملامح عقيدة إبراهيم بأنه لم يكن يهوديا ولا مسيحيا بل كان حنيفا مسلما وهو ما سينسحب على جميع الرسل والأنبياء السابقين ويسوع المسيح ويرى القرآن أن التوراة قد شوهت صورهم جميعا بدأ بإبراهيم.( ص 161، 182)

ينتقل البحث في الكتاب إلى المقاربة التاريخية والأثرية والأنتروبولوجية في التوراة والقرآن حول القدس، ليخلص بوبكر المباركي إلى وجود التباس في الهوية اليهودية التي تعقد مسألة الانتماء اليهودي للأرض لأن الحديث عن إنسان خالص الانتماء إلى ثقافة بيعينها أو مكان بعينه أو ثقافة نقية من الشوائب يفترض أن جوهرها أصلي وهذا ضرب من الخيال المحض، وهو نفس التحدي الذي يطرح على الفكر الديني الإسلامي فيما يتعلق بالآخرية وحقوق غير المسلمين في المجتمع وفق ما صدر عن النص القرآني ونظرته الخاصة للديانة اليهودية ومنتسبيها الذين يعيشون في دار الإسلام التي تشكل القدس إحدى امتداداتها الجغرافية حسب التصور الإسلامي.

ويختم بوبكر المباركي كتابه باستنتاجين أساسيين أولهما أن التوراة والقرآن يشتركان في تثبيت الحلم الإبراهيمي بتمليكه الأرض المقدسة ونسله من بعده، وقد تنازعت النصوص هوية القوم الذين يحق لهم ميراث ذلك الوعد هل هم من نسل داود ويعقوب وموسى من جهة سارة أم هم من إسماعيل ومحمد كنبي خاتم منحدر من هاجر التي توصف في التوراة بكونها خادمة مهمشة ويشك في أحقية نسلها في ميراث النبوة التي وعد بها إبراهيم. أما الاستنتاج الثاني فهو أن التوراة والقرآن يكادان يعينان المعبد ذاته الذي بناه داود وسليمان وأنه ليس هناك من اختلاف سوى التسمية إذ يسميه القرآن صراحة بالمسجد، في حين يزاحمه النص التوراتي بأنه الهيكل الذي هدم مرتين ويوغل في وصف معالمه التي تتوافق مع مساحة المسجد الأقصى.

الكاتب : غفران حسايني

باحث جامعي وكاتب متخصص في الدراسات الحضارية وفلسفة التأويل. جامعة منوبة.

تطوير تقني: بلال الشارني
تطوير تقني: بلال الشارني

الكاتب : غفران حسايني

باحث جامعي وكاتب متخصص في الدراسات الحضارية وفلسفة التأويل. جامعة منوبة.

ghofran