الكاتب : حنان الملّيتي

أكاديميّة وباحثة في علوم الاعلام والاتصال, أستاذة بمعهد الصّحافة وعلوم الاخبار

بين “الاذاعة المرئيّة” و “الراديو المصوّر” الرّاديو المعزّز ” و”الراديو 2.0″ تواترت التسميات وتعدّدت في بحث عن تسمية دقيقة لإذاعة اليوم التي شهدت وتشهد تغيّرات جذرية على مستوى الشّكل والمضمون. ولعلّ الثّورة التي تشهدها إذاعة اليوم لم تذهب الى الحدّ الذي يجعلها تعيد التفكير في تسميتها فقط بل تجاوز ذلك الى الحدّ الذي جعلها “تعدّل من جوهرها أي الصّوت، فقد وَصلت الصورة وسَيطرت الكاميرات على الاستوديوهات” .

في خضمّ هذه التغيّرات والتحوّلات الجذريّة على مستوى المؤسّسات الاذاعيّة، ورغم انّ مؤسّسة الإذاعة التونسيّة كانت من أولى الإذاعات العربيّة والافريقيّة التي توجّهت نحو رقمنة انتاجاتها (منذ نهاية تسعينات القرن الماضي)، الاّ انّ هذا السّبق لم يجعلها ضمن كوكبة الاذاعات المواكبة للتطوّرات التكنولوجية والمنصهرة في عالم الديجيتال الذي غزا ويغزو المؤسّسات الإعلامية اليوم. قد يعود الأمرالى عدّة أسباب متداخلة ومتشابكة نفصّلها في جسم المقال ولكن تبقى الآمال دائما معلّقة على المرفق الإذاعي العمومي الذي يجب أن يكون قاطرة نحو التطوّر والتقدّم ورائدا ومرجعا في مجاله.

الكاتب : حنان الملّيتي

أكاديميّة وباحثة في علوم الاعلام والاتصال, أستاذة بمعهد الصّحافة وعلوم الاخبار

بين “الاذاعة المرئيّة” و “الراديو المصوّر” الرّاديو المعزّز ” و”الراديو 2.0″ تواترت التسميات وتعدّدت في بحث عن تسمية دقيقة لإذاعة اليوم التي شهدت وتشهد تغيّرات جذرية على مستوى الشّكل والمضمون. ولعلّ الثّورة التي تشهدها إذاعة اليوم لم تذهب الى الحدّ الذي يجعلها تعيد التفكير في تسميتها فقط بل تجاوز ذلك الى الحدّ الذي جعلها “تعدّل من جوهرها أي الصّوت، فقد وَصلت الصورة وسَيطرت الكاميرات على الاستوديوهات” .

في خضمّ هذه التغيّرات والتحوّلات الجذريّة على مستوى المؤسّسات الاذاعيّة، ورغم انّ مؤسّسة الإذاعة التونسيّة كانت من أولى الإذاعات العربيّة والافريقيّة التي توجّهت نحو رقمنة انتاجاتها (منذ نهاية تسعينات القرن الماضي)، الاّ انّ هذا السّبق لم يجعلها ضمن كوكبة الاذاعات المواكبة للتطوّرات التكنولوجية والمنصهرة في عالم الديجيتال الذي غزا ويغزو المؤسّسات الإعلامية اليوم. قد يعود الأمرالى عدّة أسباب متداخلة ومتشابكة نفصّلها في جسم المقال ولكن تبقى الآمال دائما معلّقة على المرفق الإذاعي العمومي الذي يجب أن يكون قاطرة نحو التطوّر والتقدّم ورائدا ومرجعا في مجاله.

I- الأسس المنهجيّة للدّراسة:

1- مشكلة الدّراسة:

إنّ التغيّرات الجذريّة والثّورية السّريعة التي تمرّ بها الصّناعة الإعلاميّة العربيّة والعالميّة بصفة عامّة والإذاعيّة منها بصفة خاصّة تستدعي من الإذاعات التّونسيّة والعموميّة منها على وجه الخصوص الانخراط والتّأقلم مع موجة التحوّلات الرّقميّة واستيعاب تقنيات التحوّل الرّقمي كما أدواته قصد توظيفها في صناعة محتوى إعلامي يرتقي الى مستوى التطوّرات التكنولوجية الحاصلة في المجال أدوات وأشكالا ومضامينا.

انطلاقا من هذه الخلفيّة، تنبع إشكالية بحثنا التي تتساءل عن طبيعة الممارسة الرّقميّة بالإذاعات العموميّة التونسيّة إاشكاليّات التحوّل أو التحدّيات التي تواجهها قصد تطوير محتوياتها الاعلاميّة ضمن البيئة الرّقميّة؟

2- أهمّية البحث:

تنبع أهمّية هذا البحث من كونه سيمثّل الدّراسة الميدانيّة الأولى التي ستبحث في واقع الممارسة الرّقمية لإذاعات المرفق العمومي التونسي، وعليه ستمثّل دراسة بحثيّة تقدّم تقييما موضوعيّا لتموقع الإذاعة التونسيّة في الفضاء الرّقمي والتقنيات والمضامين التي تنتجها في هذا الإطار في سياق عربي وعالمي يخطو خطوات حثيثة ومتقدّمة فيه. كما تكتسب هذه الدّراسة أهمّيتها من البحث في أهمّ التحدّيات والإشكاليّات التي يواجهها المرفق العمومي في سياق تحوّله نحو الرّقمي وسبل تجاوزها.

3- منهج البحث وأدواته:

تندرج دراستنا في إطار البحوث الوصفيّة التّحليلية الاستكشافيّة، وسنعتمد أساسا على المنهج الكيفي في محاولة لاستكشاف الممارسة الرّقمية بالإذاعة التونسيّة وملاحظة تجلّياتها وذلك من خلال أداتي الملاحظة الشّخصيّة والمقابلة مع عدد من القائمين على هذه الإذاعات وبعض منتجي المضامين الإعلاميّة على المنصّات الإذاعيّة محلّ الدّرس بغية الحصول على المعلومات اللّازمة للبحث. ثمّ سنعمد إلى تحليل المعطيات المتحصّل عليها والتي تمّت ملاحظتها ومن ثمّة مناقشتها. ويتلخّص أسلوب الملاحظة في “ملاحظة أنماط السلوك البشري والأفراد وتدوينها للحصول على معلومات معيّنة وتهتمّ بالوصف والتفسير أكثر من القياس والأرقام” . أما المقابلة فهي التــي تعـرّف بأنهـا “لقـاء يقـوم الباحـث فيه بطرح مجموعـة مـن الأسئلة حــول موضــوع معيـّـن علــى أشــخاص محدّديــن بغيــة الحصــول علــى المعلومــات والبيانات”.

وفي هذا الجدول تفصيل حول معطيات المقابلات التي أجريناها بغية فهم أكثر لواقع الممارسة الإعلاميّة بمؤسّسة الإذاعة التّونسيّة ومعرفة أدقّ باشكاليّات التحوّل الرّقمي في المؤسّسة:

كمال دشلي، منهجية البحث العلمي، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية ،2016، ص6.

شيماء ذو الفقار زغيب، مناهج البحث والاستخدامات الإحصائية في الدراسات الإعلامية، الدّار المصرية اللّبنانية، الطبعة الأولى، مصر، 2009، ص 205.

الاسم واللقب الصّفة تاريخ المقابلة
مختار بالعاتق مكلّف بإدارة الاتّصال بالإذاعة التونسية 6 أكتوبر 2023
هندة السّلطاني رئيسة تحرير وحدة الاتصال الرّقمي مواقع الواب بالإذاعة التونسيّة 6 أكتوبر 2023
هالة التوايتي صحفية مشرفة على خليّة الإنتاج الرقمي والبودكاست 6 أكتوبر 2023
أحمد بوباية صحفي رئيس بوحدة الاتصال الرّقمي ومواقع الواب بالإذاعة التونسيّة 6 أكتوبر 2023
نائلة السّاحلي صحفي أول بالإذاعة التونسيّة وباحثة في الإعلام الرقمي 6 أكتوبر 2023

4- مجتمع الدّراسة وعيّنتها:

مجتمع دكراستنا يتمثّل في جملة إذاعات المرفق العمومي التّونسي بمعنى الإذاعة الوطنيّة التوّنسية التي تضمّ 12 إذاعة بين مركزيّة (إذاعة الشباب، إذاعة تونس الثقافية، إذاعة ٌRTCI، إذاعة بانوراما، إذاعة الزّيتونة…) وجهويّة (إذاعة الكاف، إذاعة المنستير، إذاعة تطاوين، إذاعة قفصة، إذاعة صفاقس) ومحلّية (إذاعة القصرين)، وعليه عملنا في هذا البحث على ملاحظة وتحليل محتويات بوّابة الإذاعة التونسيّة التي تضمّ هذه الإذاعات مجتمعة في موقعها الالكتروني.

II- واقع التحوّل الرّقمي وإشكاليّاته على مستوى الإنتاج بالنسبة إلى الإذاعة التونسيّة:

1- خطوات التحوّل الرّقمي في الإذاعة التّونسيّة:

1-1 الخطوة الأولى: الانصهار في عالم الإنتاج الرّقمي

انتقلت الإذاعة التونسيّة مبكّرا جدّا نحو الإنتاج الرّقمي وذلك منذ نهاية التسعينات وبداية الألفية الثّانية حيث اقتنت الإذاعة التونسية سنة 2000 أوّل منظومة إنتاج رقمي وهي Zenon Media، كما بدأت في يثّ برامجها رقميّا منذ غرّة جويلية/ تمّوز 2002 عبر “أستوديو 3” الذي جهّز بحواسيب جديدة وتجهيزات تقنيّة عصرية، الأمر الذي يعكس انصهار الإذاعة والتلفزة التونسيّة ككلّ في عالم الرّقمنة وذلك بعد أن خضع المهندسون والتقنيّون والصحفيّون في كامل الأقسام من الأخبار إلى البرمجة الى دورات تكوينيّة في هذا الإطار لاكتساب هذه المعارف الجديدة.

ولقد كان الانتقال نحو البثّ الرّقمي، حسب بعض الصّحفيّين، خيارا استراتيجيا و”مسألة وجود” بالنسبة إلى الإذاعة التّونسيّة نظرا للتطوّرات التكنولوجية ولانتقال العديد من الإذاعات على المستوى العربي والعالمي الى هذا النظام الجديد وبالتالي فانّ الأمر يقتضي من الإذاعة كمرفق عمومي أن تواكب تحدّي الحداثة والعصرنة.

من جهة أخرى، فرضت هذه التطورات التكنولوجيّة عادات جديدة من استهلاك الرّسالة الإعلاميّة الإذاعية التي أصبح بالإمكان تلقّيها في السيّارة أو على الحاسوب ثمّ على الهاتف الجوّال ومن ثمّة كان لابدّ من النظر في تقنيات متطوّرة أيضا على مستوى شكل الإنتاجات الإذاعية لتواكب كذلك طرق الاستقبال المختلفة للرّسالة الإذاعيّة كما العمل على استقطاب الفئات المختلفة وخاصّة منها الفئة الشبابيّة.

في الأثناء، تمّ العمل على رقمنة الأرشيف، وللإذاعة التونسيّة أرشيف زاخر بالإنتاجات الفريدة والمتنوّعة من البرامج والمسلسلات والسكاتشات والحوارات وغيرها مما يحتاج إلى سنوات من العمل لرقمنته وحفظه وتثمينه.

فوزي شعبان، المدير السّابق للشؤون التقنية بالاذاعة التونسيّة، من مكالمة هاتفية مع الباحثة، بتاريخ 14 أكتوبر 2023، على الساعة 13:19.

عبد الستّار النقّاطي، ثمانون من أعلام ومشاهير الإذاعة التّونسيّة (الجزء الأوّل)، المغاربيّة للنّشر، 2021، تونس، ص23.

هالة التّوايتي، صحفيّة مشرفة على خليّة الإنتاج الرّقمي والبودكاست بالإذاعة التونسيّة، من مقابلة مع الباحثة بتاريخ 6 أكتوبر2023، بمقر الإذاعة التّونسيّة، السّاعة 13:06.

1-2 الخطوة الثّانية: الموقع الالكتروني ومواقع التّواصل الاجتماعي:

في 1 جوان/ حزيران 2010، تمّ إنشاء الموقع الالكتروني الجديد للإذاعة التّونسيّة (بوّابة الإذاعة التونسيّة) التي تضمّ وتجمع مواقع كلّ الإذاعات الجهويّة والمركزيّة التي تمثّل مرآة عاكسة للمضامين الإذاعيّة جهويّا ومركزيّا و”انخراطا فاعلا في مجتمع المعلومات والاتصال لتقديم الخدمات الإعلامية بأقصى سرعة وسهولة ممكنة“. وذلك بعد تجارب سابقة تمثّلت في إطلاق نسخة أولى في جوان/ حزيران 2009 اقتصرت على الإذاعات المركزية وتجربة ثانية تمثّلت في إطلاق البثّ الحيّ للإذاعات الجهويّة عبر الانترنيت في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009.

وفي 22 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2015، تطوّر الموقع ليتضمّن مختارات من كلّ الإذاعات للتّرويج لكلّ المواد الإخبارية التي يقع إنتاجها حيث يعمل كلّ موقع منها على تقديم الخدمة الإعلامية وفق الاختصاص ومقتضيات الجهة. وتعكس صفحة البوابة ذلك في شكل جامع بحيث تكون منبرا إعلاميا لمستمعي الإذاعة التونسية داخل الوطن وخارجه يتيح لهم الإفادة والاستزادة من الخدمات التي يقترحها على غرار البث الحيّ لكلّ إذاعاتها، ومواكبة أحدث المستجدات الوطنية والعالمية، والاستمتاع بما يكتنزه أرشيفها من نوادر في مجال الموسيقى والدّراما الاذاعيّة والتّسجيلات النّادرة.

وفي مرحلة موالية، تمّ إنشاء مواقع للتواصل الاجتماعي لكلّ الإذاعات التونسيّة العمومية على فيسبوك ويوتيوب وغيرها من المنصّات الاجتماعيّة قصد البثّ المباشر Le Streamig لعدد من البرامج أو إعادة بثّ بعضها وكذلك لنشر عدد من الأخبار وذلك قصد الوصول الى فئات أكثر من الجماهير على محامل مختلفة ومتنوّعة.

وبما توفّر من عدد محدود من الصّحفيّين ومن تقنيات متوفّرة كالحواسيب والهواتف الذّكية والكاميرات، تعمل وحدة الاتصال ومواقع الواب المشرفة على هذه المواقع بالإذاعة التونسية على إنتاج مضمون رقمي خاصّ بالوحدة، إضافة إلى تثمين وإعادة نشر بعض إنتاجات مختلف الإذاعات مركزية كانت أو جهويّة مركّزة على مبدأ جودة الإنتاجات المقدّمة. ولقد حظيت هذه الإنتاجات خاصّة منذ جويلية/ تمّوز 2023 بقفزة نوعيّة خاصّ من حيث المتابعات حيث كسبت البوّابة 103.000 متابع جديد. وتفسّر رئيسة تحرير الموقع أنّ ذلك يعود الى طبيعة المواضيع التي يتمّ اختيارها وجودتها من جهة، ولكن من جهة أخرى قد يعود الأمر الى تغيّر عادات الاستهلاك لدى الجماهير العريضة حيث أنّ بعض الفيديوهات تجاوزت المليوني مشاهدة في الفترة الأخيرة.

بوّابة الإذاعة التّونسيّة، من نحن؟، الرّابط: من نحن؟ – الإذاعة التونسية (radiotunisienne.tn)، تاريخ الزيارة 29 سبتمبر 2023

هندة السّلطاني، رئيسة تحرير وحدة الاتصال الرّقمي ومواقع الويب بالإذاعة التونسيّة، من مقابلة مع الباحثة بتاريخ 6 أكتوبر 2023، بمقرّ الإذاعة التونسيّة، السّاعة 11:36.

1-3 الخطوة الثّالثة: بعث خليّة الإنتاج الرّقمي والبودكاست:

وهي خطوة انطلقت سنة 2021 تكريسا لمبدأ تثمين وترويج المخزون الكبير والهائل للإذاعة التونسيّة وكذلك من أجل إنتاج أشكال جديدة من المضامين الإذاعية مثلما هو رائج في عدد من وسائل الإعلام السّمعيّة البصرية العربيّة والعالميّة من ذلك إنتاج البودكاست والكبسولات والفيدويوهات المختلفة وبتقنيات متطورة مثل الانفوغراف والفيديوغراف وغيرها. وتعمل هذه الخليّة على استقطاب كلّ الفئات وتلبية كلّ الأذواق وخاصّة الفئة الشبابيّة التي تعزف عن متابعة المادّة الإذاعيّة في شكلها التقليدي وفق قاعدة “استمع متى تريد، لما تريد، وأينما تريد”.

ويعمل صحفيّو الخليّة الخمسة على الإبحار في أرشيف الإذاعة التّونسيّة ليس فقط لرقمنته وانّما لإخراجه للعلن في حلّة جديدة وقالب متطوّر عبر إعادة إنتاجه شكلا ومضمونا مثل إنتاجات البودكاست التي نذكر منها حلقات “لحكايات عبد العزيز العروي الإذاعية” وحلقات لمسلسل “شناب” و “جذاذات دروس تربوية”…

من جهةّ أخرى، تقوم الخليّة بإنتاج فيديوهات معدّة مسبقا للنّشر الرّقمي حيث يعمل الصحفيّون على الميدان من أجل إنتاج فيديوهات في شكل تقارير أو تحقيقات أو ريبورتاجات أو وثائقيّات بمعدّات متطوّرة.

كما يوظّف في الغالب الهاتف الجوّال وتقنياته في هذا الصّدد. ويمكن لهذه الخليّة نشر إنتاجات مماثلة من بقيّة الإذاعات، وقد توظّف الإذاعات المختلفة مركزيّة كانت أو جهويّة أيضا ما تنتجه الخليّة من فيديوهات لتعزيز مكوّنات برامجها. وتعمل خليّة البودكاست والإنتاج الرّقمي على بثّ أعمالها إنتاجاتها وفق شبكة واضحة واستراتيجية معيّنة حيث وصلت إلى حدّ بثّ 200 منتج إذاعي في شهر رمضان الفارط بين مسلسلات وفقرات قرآنيّة ومضامين إذاعية أخرى متنوّعة. وقد جذبت هذه الخدمة مزيدا من المتابعين بلغت نسبتهم عتبة 11.700 متابع و15.000 زائر متفرّج.

هالة التوايتي، مصدر سابق

2- إشكاليّات التحوّل الرّقمي بالنّسبة إلى الإذاعة التّونسيّة العموميّة:

يمكن تقييم الواقع الرّقمي للإذاعة التونسيّة بأنّه مازال متأخرا كما يذهب إليه المكلّف بإدارة الاتصال بالمؤسّسة وكلّ المستجوبين في المؤسّسة، لأنّه مازال يحتاج الى عمل جادّ على المستوى اللّوجستي أوّلا وقبل كلّ شيء، من ذلك توفير التقنيات المتطوّرة من حواسيب وهواتف ذكيّة بصفة متجدّدة وكذلك من حيث التكوين والتدريب المستمرّ لإطارات وفريق الوحدات الرّقميّة بالمؤسّسة. كما يتّفق كلّ المستجوبين من صحفيّين ومشرفين في الإذاعة التّونسيّة على بعض الإشكاليّات الأخرى التي تتلخّص في:

  • غياب تفعيل استراتيجيّة ورؤية إعلاميّة رقميّة واضحة خاصّة بالمرفق الإذاعي العمومي من قبل الدّولة داعمة للتوجّه الرّقمي لأنّه يمثّل المستقبل فإمّا الانصهار فيه وإمّا اختيار البقاء متأخّرين. إضافة إلى غياب استراتيجيّة إنتاج وبثّ رقمي من قبل مؤسّسة الإذاعة التونسية تهدف إلى تثمين المضامين الإذاعيّة لمختلف الإذاعات المركزية والجهويّة والمحلّية للإذاعة التّونسيّة والترويج لها (حيث أنّ الأثير لم يعد كافيا) وذلك ضمن شبكة موحّدة بشكل يمكن أن يضاعف نسب المتابعة وبالتّالي دعم المؤسّسة ماليّا، ومن ثمّة العمل على مزيد من التطوّر على مستوى الإنتاج وجودته ومواكبته لكلّ التطوّرات التّكنولوجيّة.
  • غياب تنظيم هيكلي لمختلف المهامّ والأدوار الموكولة للصحفيّين في وحدات الإنتاج الرّقمي organigramme مع انعدام أيّ توصيف دقيق لهذه المهامّ.
  • ضعف مستوى تملّك صحفيّي الإذاعة من التقنيات الجديدة على مستوى إنتاج المضامين الموجّهة للرّقمي وخاصّة على مستوى الإنتاج متعدّد الوسائط.
  • ضعف وتيرة التّدريبات اللازمة لتكوين صحفيّي الإذاعة وتقنيّيها حول المستجدّات في عالم الإنتاج الرّقمي.
  • نقص على مستوى الإمكانيّات التّقنية خاصّة في عالم تكنولوجي متطوّر باستمرار حيث هناك هوّة ومسافة كبيرة بين سرعة التغيّرات التكنولوجية ودقة أدوات العمل الصحفي وسرعة مواكبة إدارة الإذاعة التّونسيّة لهذه التطوّرات وتوفير ما يلزم من أجل إنتاجات ذات جودة تواكب التطوّرات الموجودة في المجال.
  • غلق باب الانتدابات في الوظيفة العموميّة ممّا جعل وحدات الإنتاج الرّقمي تعاني نقصا فادحا على مستوى الصحفيّين وخاصّة على مستوى الموارد البشريّة المختصّة وخصوصا في الجانب التّقني، الأمر الذي انعكس سلبا على مردوديّة الإنتاج لدى هذه الوحدات والأقسام.

أحمد بوباية، صحفي رئيس، وحدة الاتصال الرّقمي ومواقع الواب بالاذاعة التونسيّة، من مقابلة مع الباحثة بتاريخ 6أكتوبر 2023، على السّاعة 10:48.

مختار بالعاتق، مكلّف بإدارة الاتّصال بالإذاعة التّونسيّة، من مقابلة مع الباحثة، بتاريخ 6 أكتوبر 2023، على السّاعة 11:00.

خاتمة البحث ونتائجه

لقد عملنا في هذا البحث على تقصّي طبيعة الممارسة الرّقميّة بالإذاعات العموميّة التونسيّة وإشكاليّات التحوّل نحو الإنتاج الرّقمي وذلك من خلال منهج وصفي تحليلي إضافة الى منهج كيفي يعتمد تقنيّتي الملاحظة والمقابلة. فمن خلال زيارتنا للإذاعة التونسيّة ولموقع بوّابة الإذاعة التّونسيّة وتصفّح مختلف أركانها الخاصّة بمختلف إذاعاتها المركزيّة والجهويّة، إضافة إلى مقابلة عدد من المسؤولين عن المواقع الرّقمية بالمؤسّسة وعدد من المحرّرين، توصّلنا إلى جملة من النتائج وهي كالتّالي:

  • الإذاعة التوّنسيّة خطت خطوات مهمّة في مجال الإنتاج الرّقمي، حيث كانت من البلدان العربيّة والإفريقيّة الرّائدة في هذا المجال الذي انطلقت فيه منذ نهاية التسعينات وبداية الألفيّة الثانية. كما أنّ صحفيّي الإذاعة المشتغلين في وحدات الإنتاج الرّقمي يحدوهم شغف نحو التغيير والتطوّر والإبداع -وهم قادرون عليه- ولكن تبقى محدوديّة العدد وقلّة التدريبات وضعف الانتدابات في التخصّصات الجديدة وخاصّة التقنيّة منها من أهمّ التحدّيات التي تواجههم لتحقيق نقلة نوعيّة في المجال.
  • هناك اجتهاد وخطى محترمة في أقسام الإنتاج الرّقمي بالإذاعة التونسيّة وعلى مستوى منصّاتها المختلفة نحو إنتاج مضامين إذاعيّة وفق تقنيات جديدة ومتطوّرة مثل البودكاست والانفوغراف والفيديوغراف والوسائط المتعدّدة والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الهاتف الذكي وتطبيقاته المختلفة ونشرها على مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لإذاعاتها الجهويّة والمركزيّة وهي تقريبا التقنيات الرّائجة على المستوى الإذاعي الرّقمي وربّما تصل إلى نسبة 63 بالمائة من جملة التقنيات المتعارف عليها حاليا في إنتاج وترويج المضامين الإعلامية ضمن التحوّل الرّقمي. غير أنّ هذه الإنتاجات خاصّة على مستوى إنتاج الفيديوهات والكبسولات تبقى محدودة من حيث الكمّ نظرا إلى النقص الكبير في الرّصيد البشري المخصّص لهذه الإنتاجات. كما تبقى في حاجة إلى مزيد الصّقل على مستوى الكيف خصوصا إذا ما قارنّاها بإنتاجات عربيّة أو عالميّة، ولعلّ الأمر يعود هنا إلى أنّ الكثير منها يتمّ إنتاجه بمجهودات فرديّة في تطوير الذّات في بيئة ينقصها الكثير من التدريب والتّركيز على الكفاءات المتّخصّصة.
  • رغم الحديث عن وجود استراتيجيّة للإذاعة التونسيّة في مجال الإنتاج الإذاعي الرّقمي ولكنّها تبدو غير واضحة المعالم، ولعلّ هذه الضبابيّة تعكس غياب رؤية واضحة تنطلق من تقييم الواقع وصولا الى بدائل واضحة على مستوى التنفيذ والأهداف والنّتائج المرجوّة. ولعلّ غياب هذه الرّؤية من شأنه تشتيت جهود الصّحفيّين في الأقسام المعنيّة الذين يعملون دون توصيف واضح لمهامّهم وأدوارهم، ولذلك فإن أغلب المقترحات في مجال الإنتاج الرّقمي هي نتاج لرؤى فردية أكثر منها رؤية استراتيجيّة للمؤسّسة.
  • الدّولة لا تدعم التوجّه نحو التحوّل الرّقمي ولا تسخّر له الإمكانيّات اللازمة – وهي إمكانيّات ضخمة لا شكّ- وهذا يعبّر عن عدم وعي بأهمّية هذا القطاع وما يمكن أن يقدّمه من قيمة مضافة سواء على مستوى الموارد المادّية التي يمكن ان يجنيها ممّا يساهم في رفع اعبائها تجاهه وكذلك فيما يمكن أن يشكّله من دعم للتّنمية المستدامة ودمقرطة للمعلومة في كامل جهات الجمهوريّة ولكلّ الفئات المجتمعيّة.
  • تشكو مواقع التواصل الاجتماعي لمختلف الإذاعات التونسيّة إلى تدنّي مستويات المتابعة سواء على منصّة فيسبوك حيث تتراوح بين 80 ألف متابع (إذاعة تونس الثقافيّة) و620 ألف متابع (إذاعة تطاوين) أو كذلك عبر منصّة يوتيوب حيث تتراوح نسب المتابعة بين ما يزيد عن الألف متابع (إذاعتي الكاف والمنستير) وبين الـ 38 ألف متابع (إذاعة صفاقس). ولعلّ هذا الضعف في المتابعة قد يعود الى أسباب عدّة تتطلّب دراسة أعمق ولكنها متعلّقة أساسا بعدم المواظبة على التواجد المستمرّ والدّائم وبطرق وأساليب وتقنيات جذّابة على مختلف المنصّات وخاصّة منصّة يوتيوب.

التّوصيات

  • ضرورة دعم إمكانيّات المرفق العمومي الإذاعي من قبل الدّولة في ما يخصّ التحوّل الرّقمي ووضع أو تفعيل استراتيجية واضحة المعالم لها أهداف ورؤية مضبوطة في هذا الإطار. ويمكن أن تسهم الحكومة ووسائل الإعلام المعنيّة والمؤسّسات الأكاديميّة الاعلاميّة في وضع ملامح سياسة عامّة للتحوّل الرقمي في المؤسّسات الاذاعيّة العموميّة تكون مرتبطة بواقع وظروف البلد، لأنّ ذلك يمثّل جزءا لا يتجزّأ من التنمية المستدامة للمواطن التّونسي.
  • ضرورة وعي السّلطة بأنّ التحوّل الرّقمي هو في مصلحة القطاع العمومي وفي مصلحة الانتقال الديمقراطي لذلك عليها أن توفّر له الإمكانيات المادّية اللازمة وهي إمكانيّات ضخمة، إضافة إلى الموارد البشريّة المختصّة والمبدعة عن طريق فتح باب الانتدابات، وفي المقابل فإنّه سيدرّ الكثير من المداخيل التي يمكن أن ترفع عبئا ثقيلا في مجال تمويل هذا القطاع الذي يمكّنه- عن طريق التوجّه نحو الدّجيتال- أن يستقلّ مادّيا بل ويجني الكثير من الأرباح التي من شأنها تطوير القطاع.
  • ضرورة وصل الممارسة المهنيّة في مجال الإعلام الرقمي على مستوى الإعلام العمومي بالتّكوين الأكاديمي في المؤسّسات الاعلاميّة العموميّة (معهد الصحافة وعلوم الاخبار) وضرورة التشبيك بينهما في إطار شراكات دائمة تجعل من الإذاعات العموميّة مكانا للممارسة الاعلاميّة المهنيّة والتدريب وكسب الخبرات بالنّسبة لطالب الإعلام وبالتّالي تتحقّق المنفعة للجهتين: طالب إعلام ممارس للمهنة ولصيق بالمجال التّطبيقي ومؤسّسة إعلاميّة متّصلة بالمجال الأكاديمي ومتجاوزة للنّقص العددي على مستوى الصحفيّين في وحدة الإنتاج الرّقمي مع الاستفادة من طاقة شبابيّة مبدعة وخلاّقة ومواكبة للتطوّر.
  • على المرفق الإذاعي العمومي التّونسي أن يستفيد من الخصائص الثورية التي وفّرتها الانترنت والرّقمنة كالتفاعلية والتصفّح والانتقائيّة من أجل تعديل شبكاته والنظّر في انتظارات جماهيره ومستمعيه ليقدّم مضامين اعلاميّة ذات جودة ومتناغمة مع طبيعة البثّ الرّقمي ولكنّها في الآن ذاته ملتصقة بانتظارات الجماهير المستخدمة للإذاعة واحتياجاتهم وأنماط استهلاكهم للمضامين الاذاعيّة التي تتجاوز فكرة “الزمن الخطّي للبثّ”.
  • يجب أن يتوجّه المرفق العمومي الإذاعي باتجاه إنشاء باقات إذاعيّة مركزية وجهويّة يكون التّخصّص أحد سماتها سواء من حيث الفئات المتوجّه اليها: شباب، مرأة، أطفال، طلاّب، أطبّاء، عمّال، … أو من حيث المضامين: موسيقيّة، ثقافيّة، اخباريّة ، تربويّة، اقتصاديّة،… حتّى يستجيب لكلّ الانتظارات.
  • على المرفق الإذاعي العمومي أن ينظر في مزيد تنويع تقنيات إنتاج المضامين الجديدة والمتجدّدة قصد استقطاب أكبر عدد من المتابعين ومن المستشهرين كذلك. ولأنّ الفضاء الرقمي يتميّز بالتنوع والوفرة يجب الاعتماد على القصص الإخبارية التي تقوم على أنسنة الأخبار اليوميّة ولو بصفة جزئية لأن رواد الفضاء الافتراضي لا يتفاعلون مع الأخبار في شكلها التقليدي. مع ضرورة العمل على حسن تسويق هذه المنتجات ضمن الفضاءات المختلفة للإذاعة التونسيّة من مواقع ومنصّات وكذلك ضمن التظاهرات المختلفة في المجال قصد الترويج للإذاعة وإنتاجاتها وصحفيّيها.
  • ضرورة العمل على إيجاد صيغ مختلفة لتحفيز صحفيّي الإذاعة من أجل إبراز قدراتهم ومواهبهم التي قد يتجاهلونها لغياب أي نوع من أنواع التحفيز في المؤسّسة مادّية كانت أو معنويّة.
  • من الأهمّية بمكان تعزيز التكوين والتّدريب المستمرينّ لصحفيّي الإذاعة التّونسيّة قصد تطوير كفاءاتهم وقصد مواكبة التطورات الحاصلة في المجال بإنتاج مضامين ذات جودة على مستوى الشّكل وكذلك على مستوى المضمون، الأمر الذي من شأنه الترفيع من مستويات المتابعة والمشاهدة وبالتالي إمكانية إيجاد بدائل جديدة للتمويل لمجابهة المشاكل المادّية لهذا القطاع من ذلك تسعير عدد من الخدمات التي تخصّ صحافة العمق والتي تستهدف جمهورا عن الخلفيّة والتحليل والتفسير.

البيبليوغرافيا

1- الكتب

شيماء ذو الفقار زغيب، مناهج البحث والاستخدامات الإحصائية في الدراسات الإعلامية، الدّار المصرية اللّبنانية، الطبعة الأولى، مصر، 2009.

عبد الستّار النقّاطي، ثمانون من أعلام ومشاهير الإذاعة التّونسيّة (الجزء الأوّل)، المغاربيّة للنّشر، 2021، تونس.

كمال دشلي، منهجية البحث العلمي، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية 2016.

2- المقالات العلمية

رضوان بوحيلة، عبد الحميد بلعبّاس، الإذاعة في العصر الرّقمي: واقع وتحدّيات، مجلّة العلوم الاجتماعية والانسانيّة، المجلّد 12، العدد1، الجزائر، 2022، الرّابط: 196989 (cerist.dz)، تاريخ الزيارة 28 سبتمبر 2023.

سميّة باشا، واقع البثّ الإذاعي في الجزائر: دراسة وصفيّة، معهد الجزيرة للإعلام: مراجعات، 2020، الرّابط رسالة سمية باشا.pdf) aljazeera.net) ، تاريخ الزيارة: 02/10/2023.

عبد الحفيظ الهرقام، الأزمة التي يعيشها الإعلام العمومي، مجلّة الإذاعات العربيّة، اتحاد إذاعات الدّول العربيّة، العدد3، 2022.

عبد اللطيف بن صفية، الإذاعة الرقمية ورهان القرب، مجلة الإذاعات العربية، ع4 ، 2010 .

غسّان مراد، الإذاعة وأحوالها في زمن الرّقمنة، مؤسّسة الفكر العربي، 29 أفريل 2023، الرّابط: أفق مؤسسة الفكر العربي (arabthought.org)، تاريخ الزّيارة: 28 سبتمبر 2023.

فاطمة تيميراز، الإذاعة في عصر المعلومات التكنولوجيّة والبدائل الجديدة، مجلّة الدّراسات والبحوث الاجتماعية، العدد 16، الجزائر، 2016.

مأمون مطر، تأثير التحوّل الرّقمي على المحطّات الاذاعيّة والتلفزيونيّة، سلسلة بحوث وسياسات الاعلام، مركز تطوير الاعلام، جامعة بير زيت، 2015.

محمّد الفهري شلبي، مستقبل الإذاعة على شاشة الرّاديو، مجلّة الإذاعات العربيّة، اتحاد اذاعات الدّول العربيّة، العدد2، 2009.

محمّد ميرغني عثمان فقير، توظيفات تقنيات التحوّل الرّقمي في انتاج المحتوى الإعلامي بالفضائيّات السّودانيّة (تلفزيون السّودان نموذجا)، معهد الجزيرة للاعلام،2023،الرّابط: توظيف تقنيات التحول الرقمي في إنتاج المحتوى الإعلامي بالفضائيات السودانية.pdf )aljazeera.net )، تاريخ الزّيارة 01/10/2023.

3- المقابلات العلمية

مختار بالعاتق، مكلّف بإدارة الاتّصال بالإذاعة التّونسيّة، من مقابلة مع الباحثة، بتاريخ 6 أكتوبر 2023، على السّاعة 11:00.

هندة السّلطاني، رئيسة تحرير وحدة الاتصال الرّقمي ومواقع الويب بالإذاعة التونسيّة، من مقابلة مع الباحثة بتاريخ 6 أكتوبر 2023، بمقرّ الإذاعة التونسيّة، السّاعة 11:36.

هالة التّوايتي، صحفيّة مشرفة على خليّة الإنتاج الرّقمي والبودكاست بالإذاعة التونسيّة، من مقابلة مع الباحثة بتاريخ 6 أكتوبر2023، بمقر الإذاعة التّونسيّة، السّاعة 13:06.

أحمد بوباية، صحفي رئيس ، وحدة الاتصال الرّقمي ومواقع الواب بالاذاعة التونسيّة، من مقابلة مع الباحثة بتاريخ 6أكتوبر 2023، على السّاعة 10:48.

كمال بن عمّار، مدير الشؤون التّجاريّة بالدّيوان الوطني للارسال الإذاعي والتلفزي، من مكالمة هاتفيّة مع الباحثة بتاريخ 14 أكتوبر 2023.

فوزي شعبان، المدير السّابق للشؤون التقنية بالاذاعة التونسيّة، من مكالمة هاتفية مع الباحثة، بتاريخ 14 أكتوبر 2023، على الساعة 13:19.

كلمة الكتيبة:

تمثّل هذه الورقة جزءا من بحث قدّم بتاريخ 17 أكتوبر 2023 في إطار النّدوة الدوليّة للإذاعة التّونسية بمناسبة الذّكرى 85 لانبعاثها والتي حملت عنوان "المرفق الإذاعي العمومي زمن العصر الرقمي".

كلمة الكتيبة:
تمثّل هذه الورقة جزءا من بحث قدّم بتاريخ 17 أكتوبر 2023 في إطار النّدوة الدوليّة للإذاعة التّونسية بمناسبة الذّكرى 85 لانبعاثها والتي حملت عنوان "المرفق الإذاعي العمومي زمن العصر الرقمي".

الكاتب : حنان المليتي

أكاديميّة وباحثة في علوم الاعلام والاتصال, أستاذة بمعهد الصّحافة وعلوم الاخبار

تطوير تقني: بلال الشارني
تطوير تقني: بلال الشارني

الكاتب : حنان الملّيتي

أكاديميّة وباحثة في علوم الاعلام والاتصال, أستاذة بمعهد الصّحافة وعلوم الاخبار

7fde523b-8363-4820-a4c9-c2dd94184785