في مدينة فيري فيل، منزل بورقيبة حاليا من محافظة بنزرت وعلى بعد قرابة 65 كلم شمالي تونس العاصمة، رأى أوّل مكتب للنواة الشيوعية الأولى في تونس النور، إثر انعقاد المؤتمر الفيدرالي الخاص بالبلاد التونسية للفرع الفرنسي للأممية الشيوعية الذي أشرف عليه المؤرخ الشاب حينذاك والمناضل الشيوعي شارل أندري جوليان. كان ذلك بالتحديد يوم 27 مارس/آذار 1921. لكن بين هذا التاريخ واليوم مسيرة قرن من الزمن جرت فيها مياه كثيرة من تحت جسور الحركة الشيوعية في تونس.
عشر سنوات مرّت على حلّ وزارة الاتصال وذراعها الدعائية الوكالة التونسية للاتصال الخارجي سيّئة الذكر، ليدخل الاعلام التونسي معتركَ الإصلاح والتعديل. تجربة الإصلاح كانت عسيرة جدّا وجعلت الإعلام يتأرجح بين أجندات السلطة والسياسيين عموما وبين اكراهات المستشهرين ممّن انفتحت شهيّة بعضهم على السلطة والعمل السياسي. فهل نجح الانتقال الإعلامي في تونس أم فشل؟