يسعى عدد من التونسيّين والتونسيّات منذ عقود من الزمن الى تغيير جنسهم/هن في رحلة عبور صعبة ومعقّدة قد تتيح لهم/هن إمكانية التصالح مع أجسادهم/هم أو تفتح أبواب "الجحيم" أمامهم/هن ليجدوا ويَجدن أنفسهم/هن إزاء قانون يجرّمهم/هن ونصّ ديني يكفّرهم/هن ومجتمع يزدريهم/هن.
تعتبر الأضرحة والمقامات العمود الفقري لثقافة المجتمع المغربي، بل انّ أسيادها ومشايخها سواء كانوا حقيقيين أو أسطوريين، إنسا أو جانا، يتأنسنون ليصبحوا أفرادا لا يمكن التنازل عن مواطنتهم ولا عن أرواحهم الحاضرة معنا في يومنا المعيش. انّنا في رحاب المغرب الذي أسر أسيادَه وأساطيرَهم وصنع منهم ثقافة لا يمكن الاستغناء عنها في المجالس والمسامرات.
نواح تقشعرّ له الأجساد، صرخات، لطمات وجراح على مستوى النهدين والفخذ، حجارة تُرمى سخطا على السماء والقدر المشؤوم.. إنّك في حضرة حداد يمزج بين العادات البربرية والفينيقية، ويتصادم -دون وعي- مع أغلب الطقوس الدّينية الإسلامية منها وغير الاسلامية.
هناك، على تخوم الحدود المغربية الجزائرية الموريتانية، يعيش الشعب الصحراوي قصّة صراع يومي من أجل البقاء أوّلا والاستقلال بذاته على المملكة المغربية ثانيا. وتصنّف قضية الصحراء الغربية على أنها احدى أقدم النزاعات الأفريقية التي خلّفها الاستعمار ومازالت مستعصية على الحلول التوافقية. فيمَ تتمثّل هذه القضية بالضبط، وكيف يعيش الشعب الصحراوي يوميّاته تحت ظلّ ما يصفه بالاحتلال المغربي.
في المملكة المغربية، هناك على ضفّتيْ الأطلسي والبحر المتوسط، حيث الجمالُ والطبيعةُ والخدماتُ السياحية عاليةُ الجودة، تُباع أجسادٌ طفولية وتُشترى وتُعار مقابل حفنة من الدّولارات. يحدث ذلك على مرأى ومسمع من أجهزة الدولة التي ما انفكّت تغضّ البصر عن سياحة جنسية وقُودُها الأطفالُ القصّر بتواطؤ من العائلات في أغلب الأحيان.