يقترب شهر أكتوبر، فيستعد الجميع لرفع الشعار الوردي في مختلف بقاع العالم للتوعية حول سرطان الثدي ويصبح اللون الوردي رمزا للصمود. لكن بالنسبة إلى الآلاف من مرضى السرطان في تونس لا يبدو هذا الشهر "ورديا" ولا مناسبة للاحتفاء، بل هو تذكير بأشهر طويلة من الألم والانتظار في الممرات المزدحمة للمستشفيات والبحث المتواصل عن علاجات وأدوية مفقودة، قد يؤدي تأخرها إلى تدهور حالتهم الصحية.. وهنا الكارثة!
في الوقت الذي تخيّم فيه ثقافة الصّمت حول احتياجاتهنّ، تزداد معاناة العديد من النّساء والفتيات في تونس من "فقر الدّورة الشّهريّة" الذي تتفرّع مظاهره من صعوبة الحصول على منتجات الحيض إلى ضعف التثقيف الصحّي والجنسّي، ما يمثّل هاجسا يعيق حياتهنّ اليومية وتقدمهنّ العلمي والمهني.
بعيدا عن صخب الوضع السياسي والحقوقي المتأزّم، يواجه الشعب التونسي من جهة أخرى تحدّيات اقتصادية واجتماعية جمّة ما انفكّت تتفاقم يوما بعد يوم. في هذا الحوار الغنيّ بالمعلومات الجديدة والهامّة مع وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، يطرق موقع الكتيبة الباب بحثا عن إجابات من شأنها إماطة اللّثام عن ملفات حارقة من قبيل الصناديق الاجتماعية والمساهمة التضامنيّة والقروض و"السّميغ" والمتقاعدين والعائلات المعوزة والمناولة والنساء الفلّاحات وذوي وذوات الإعاقة وغيرها.
الكاتب : رحاب حوّات
صحفية ومختصة في الإتصال والإنتاج السمعي والبصري
السّبعينيّة "فاطمة" هي واحدة من آلاف النّساء التونسيات "البرباشة" اللاتي أجبرتهن الحاجة على امتهان النبش في القمامة والنفايات المنزلية بحثا عمّا يصلح للرسكلة وإعادة الاستخدام من قوارير بلاستيك وبقايا أوعية.
وتمثل النّساء ثلث عدد "البرباشة" في تونس المقدر بـ 70 ألف، جميعهن تشتغلن بشكل عشوائي وتتقاسمن هشاشة مركبة تشكّله ثلاثية الاستغلال الاقتصادي،...
تقتات الآلاف من النساء التونسيات يوميا ممّا تجود به عليهنّ القمامة والنفايات المنزلية من قوارير بلاستيك وبقايا أوعية متروكة يتمّ جمعها وبيعها لاحقا بدنانير قليلة لا تكفِ حتّى لسدّ رمقهنّ. وتتضاعف معاناتهنّ عند الاصطدام بمنافسيهنّ من الذكور الذين يسعون للسيطرة على الفضاء والاستحواذ على "الغنيمة" حتّى وإن كلّفهم ذلك اللجوء الى العنف.