ما الذي تغيّر في تونس : من الدبلوماسية الهادئة الى ديبلوماسية التصعيد
كيف تطوّرت السياسة الخارجية التونسية في علاقة بالقضية الفلسطينية؟ بماذا تميّزت الدبلوماسية التونسية في تونس منذ نظام الحبيب بورقيبة وصولا إلى حكومات الإنتقال الديمقراطي؟ وبماذا يتميّز قيس سعيّد عن الرؤساء السابقين لتونس على المستوى الدبلوماسي؟ وهل تتجّه تونس رويدا رويدا نحو عزلة دولية؟ لماذا يلوّح الرئيس برسائل غير مباشرة حول ربط علاقات حيوية بكل من روسيا والصين وإيران؟
تونس: عندما تُقيّدُ الحقوق والحريّات بسلاسل الطوارئ والاجراءات الاستثنائية
قبل نحو نصف قرن من الزّمن صدر الأمر عدد 50 المتعلق بتنظيم حالة الطوارئ في تونس. تغيّرات سياسية واجتماعية كبرى حدثت منذ ذلك التاريخ، لكنّ الجدل حول هذا الأمر المنظّم لحالة الاستثناء لم يتغيّر وبقي هو الأساس القانوني المعتمد من قبل مختلف المتداولين على السلطة، إضافة إلى ترسانة من الإجراءات الإدارية التي يقع تحت طائلتها عدد من التونسيين دون أن يكون بعضهم/هنّ على علم بوجودها أصلا.
هذه الإجراءات تفاقمت أكثر فأكثر بعد دخول التدابير الاستثنائية التي أقرّها رئيس الجمهورية قيس سعيّد بتاريخ 25 جويلية/ تمّوز 2021 حيّز التطبيق.
المكيّفات في تونس: كلفة طاقيّة متناميّة تستنزف جيب المواطن و تعمّق عجز الدولة
مع تنامي كلفة التغيّرات المناخية على مستوى استهلاك الكهرباء سواء بالنسبة الى الدولة التونسيّة أو المواطنين.ـات على حدّ سواء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتوسّع عدد أشهر الحرّ وتفاقم الاستعمال المفرط للمكيّفات التي ارتفع عددها الإجمالي في البلاد من حوالي 59 ألف مكيّف في سنة 1999 إلى قرابة 2 مليون مكيّف في سنة 2024، تبدو المؤسّسات الرسميّة في تونس عاجزة عن بلورة استراتيجية فعّالة من شأنها التقليص من العجز الطاقي واستشراف المستقبل من أجل تحقيق انتقال مستدام يحدّ من المخاطر. فهل تشهد السنوات القادمة تفاقما لأزمة انقطاع الكهرباء؟
قراءة في الأرقام : ماذا بقي من مدرسة الجمهوريّة في تونس؟
واحد من بين كل 100 تلميذ تونسي يغادر مقاعد الدراسة في المرحلة الإبتدائية دون أن يكتسب مهارات القراءة والكتابة وتلميذ من كل عشرة يغادر مقاعد الدراسة في المرحلة الإعدادية والثانوية. رُبع المدارس غير مجهّزة بمجموعات صحّية وغير مرتبطة بشبكة المياه، وتلميذ من بين 7 يلتحق سنويّا بالمدارس الخاصّة، هذا أبرز ما تبوح به أرقام الإحصاء المدرسي التي تنشرها وزارة التربية من فترة إلى أخرى وآخرها المتّصلة بالسنة الدراسية 2022-2023، فمتى تنتهي الاستشارات ويبدأ مسار الإصلاح؟
ما خفي من أزمة الخبز في تونس : تخبّط سياسي يُغذّي فساد منظومة الدّعم
خلف معاناة المواطنين الذين بات هاجسهم الأكبر هذه الأيام في تونس الحصول على قطعة خبز من خلال مشاهد الطوابير التي تصطف في القيظ، تبرز أزمة هيكليّة يشهدها القطاع منذ سنوات بفعل مظاهر الفساد ولاسيما سوء الحوكمة الذي يكتنف منظومة الدعم.
ويشدّد العديد من الخبراء وأهل القطاع على ضرورة إدخال إصلاحات عميقة على منظومة الدعم عوض الاكتفاء بالتفسيرات الشعبويّة التي جعلت من نظرية المؤامرة منهجا لدرء القصور السياسي في إدارة هذا الملف الذي بات يهدّد السلم الاجتماعية.
كارْتِل البنوك في تونس : أثرياءُ الحرب في زمن البؤس
لا يعتبر العدد الكبير للبنوك في تونس دليلا على تطوّر الاقتصاد، بل إنّ النظام المصرفي يتّسم بكونه نظاما عائليا مغلقا تسيطر عليه كارتيلات بدأت تتشكّل منذ عقود وأصبحت في أوج قوتها بعد 2011 من خلال وأد أي محاولة للمنافسة وهو ما يفسّر ارتفاع أرباح البنوك رغم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ عقد من الزمن.
حملات شيطنة وتحريض ضدّ الحقوقيين.ـات.. الوجه الآخر لأزمة المهاجرين في تونس
في ظلّ تفشّي النظريات المؤامرتية و"الاستبدال الكبير" وانتشار خطاب الكراهية، يواجه الناشطون.ـات في المجتمع المدني وبشكل خاصّ المدافعون.ـات عن حقوق المهاجرين، حملات شيطنة وتخوين وتحريض وصلت إلى حدّ تهديد بعضهم بالتصفية. وعلى الرغم من خطورة هذه الحملات، لم تتحرّك أي جهات رسمية بل تبنّت السلطات أحيانا خطاب تخوين الحقوقيين.ـات.
مقال تفسيري: ماذا لو قال التونسيون.ـات لا لدستور قيس سعيّد؟
أيّام قبل الاستفتاء المرتقب، مازال الغموض يكتنف مستقبل المسار السياسي في تونس، لاسيما في ظلّ تنامي ظاهرة الإنقسام داخل أطياف المعارضة حول مشروع دستور الرئيس سعيّد بين داعين للتصويت بـ "لا" وآخرين يدفعون نحو مقاطعة المسار برمته. وضعٌ يُبقي -وإن بنسبة ضئيلة جدّا- على فرضية سقوط مشروع الدستور الجديد رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الرئيس سعيّد صاحب المُبادرة.
بين المغرب والجزائر: صراع “الإخوة الأعداء” الذي ألقى بظلاله على تونس
رمى صراع "الاخوة الأعداء" بين المغرب والجزائر، مؤخرا، بظلاله على تونس. هذا الصراع التاريخي بين البلدين الجارين ينُوء بماض طويل من الحروب الباردة حِينا والمسلحة حينا آخر. حروب مفتوحة بين مدّ وجزر ترفض أن تضع أوزارها بعدُ، يتداخل فيها الظاهر بالمخفي منذ ستينات القرن الماضي.
إليكم قصّة "الإخوة الأعداء" التي لعبت دورا رئيسا في إجهاض حلم الوحدة المغاربية والذي امتدّت شظاياه إلى دول الجوار بما في ذلك تونس خلال الفترة الأخيرة.
كيان مغاربي دون المغرب: نداء الغنوشي الذي قد يَمضي في تحقيقه سعيّد
في فيفري/ شباط من سنة 2021، أطلق الرئيس السابق للبرلمان التونسي راشد الغنوشي نداء إلى القيادة الجزائرية والليبية من أجل بناء تحالف مغاربي قويّ ثلاثي الأبعاد، داعيا إلى فتح الحدود وتبني عملة واحدة ورسم مستقبل واحد لشعوب البلدان الثلاثة، مشدّدا على إمكانية إحياء مشروع اتحاد المغرب العربي ولو بالانطلاق من هذا المثلث.
هذه الدعوة التي فُهمت وقتها على أنّها كونها مغازلة للقيادة الجزائريّة من قبل زعيم الحركة الإسلاميّة في تونس، قد تتحوّل اليوم إلى واقع ملموس بإرادة من الرئيس قيس سعيّد بعد عقده قمّة ثلاثية تشي بمشروع شبه إقليمي جديد قيد التشكلّ في ظلّ استبعاد للرباط. فهل تكون الأجندة الجزائرية المستفيد الأكبر من أزمة العلاقات التونسيّة المغربيّة؟